يخفق الكثير من الناس في التسويق بالعمولة دون أن يعرفوا السبب. ليس دائمًا خطأً واحدًا كبيرًا — غالبًا ما تكون أخطاء صغيرة لا يلاحظها أحد. هذه “العوامل المدمّرة الخفية” تلتهم زياراتك وعملائك المحتملين ودخلك، وتستنزف إمكاناتك ببطء بينما يبدو كل شيء على ما يرام ظاهريًا.

قد تكون تقوم بفعل الأشياء الصحيحة — نشر المحتوى وجلب الزيارات ومشاركة الروابط. ولكن إذا كان هناك جزء واحد فقط من استراتيجيتك ضعيفًا، فقد تنخفض نتائجك بسرعة. والأسوأ من ذلك، أنك قد تستمر في تكرار نفس الأخطاء، معتقدًا أن النظام لا يعمل.

الخطأ رقم #1 – الحصول على الزيارات دون خطة

الحصول على الزيارات ليس هو الهدف. بل الهدف هو الحصول على الزيارات المناسبة. إذا كنت تقوم فقط بجذب زوار عشوائيين، فلن يهتم معظمهم بعرضك. فقد تنفق المال والوقت، ولكنك لا ترى أية نتائج. تشعر وكأنك تقوم بالعمل — ولكن لا يتحقق أي نمو. ولإصلاح ذلك، حدِّد جمهورك أولًا. اعرف أعمارهم واهتماماتهم واحتياجاتهم.

اختر مصادر حركة الزيارات التي تتوافق مع منتجك. استخدم الإعلانات أو المدوّنات أو وسائل التواصل الاجتماعي التي تخاطب لغتهم. ركّز على الجودة، وليس على الأرقام فقط. فمجموعة صغيرة من المشترين أفضل من آلاف النقرات التي لا تتحوّل أبدًا إلى عمليات شراء.

الخطأ رقم #2 – كتابة المحتوى لمجرد نشر شيء ما

يعتقد بعض شركاء التسويق بالعمولة أن مجرّد كونهم نشطين، من خلال نشر مدوّنة أو مقطع فيديو، يكفي لتحقيق نتائج جيدة. لا يساعد المحتوى الذي لا قيمة حقيقية له الشركات في الحصول على ترتيب جيد في نتائج البحث، كما أنه لا يساعد في تحقيق المبيعات. الأمر ليس بسيطًا. أصبحت محركات البحث أكثر صرامة فيما يتعلق بالجودة في الوقت الحاضر، وكذلك قرّاؤك. 

تتضرر الثقة أيضًا بسبب المحتوى ذي الجودة الرديئة. إذا قضى القارئ وقتًا في النقر على مقال يدعي أنه يقدم حلًا سهلًا، ولكن هذا الحل غير موجود ولا يقدم أي شيء مفيد، فلن يعود القارئ أبدًا. الأمر الأكثر سوءًا هو حقيقة أنهم قد يرون محتواك المستقبلي ويتجاهلونه تلقائيًا. ما أقصده هنا هو أنك قد فقدت القرّاء. 

ركّز بدلًا من ذلك على تقديم محتوى تعليمي أو كتابي يساعد في حلّ مشاكل الحياة الواقعية. اجعل كل منشور موجهًا نحو هدف معين. يمكن أن يكون ذلك عبر شرح كيفية استخدام المنتج، أو مقارنة الخدمات، أو الإجابة على الأسئلة الشائعة. تأكّد من وجود سبب لبقاء القارئ وسبب لعودته مرة أخرى.

الخطأ رقم #3 – اختيار زيارات منخفضة الجودة

قد يبدو شراء زيارات رخيصة خطوة ذكية في البداية، خاصة إذا كنت تروج لعروض مراهنات ذات معدل تحويل مرتفع. لكن إذا كانت تلك الزيارات مليئة بالبوتات أو النقرات المزيفة أو المستخدمين غير المهتمين، فأنت ببساطة تقوم بهدر المال. ولن يقوم هؤلاء الزوار بالتسجيل، ولن يضعوا رهانات، ولن يبقوا طويلًا. في الواقع، قد ترى آلاف الزيارات دون أي إيداعات حقيقية — وهو ما يمثل علامة خطر بالنسبة لمعظم برامج التسويق بالعمولة.

  • لا يفشل العملاء المحتملون ذو الجودة المنخفضة فقط في التحويل. فقد يضرّون بسمعتك، ويخفضون معدلات أرباحك، أو حتى يعرّضونك للطرد من مواقع شركاء المراهنات الكبار.
  • تُطبّق بعض المواقع قواعد صارمة بشأن جودة الزيارات، لا سيما في الأسواق الخاضعة للتنظيم.

ولتجنب ذلك، اختر دائمًا شبكات إعلانية موثوقة أو مجتمعات مستهدفة. ركّز على الدول والقنوات التي تتوافق مع مجالك في المراهنات.

الخطأ رقم #4 – تجاهل برامج التسويق بالعمولة بنظام “التكلفة لكل عملية استجلاب”

يركّز العديد من المبتدئين على نماذج “مشاركة الإيرادات” فقط لأنها تبدو بسيطة — حيث يحصلون على نسبة من إنفاق المستخدمين. لكنهم غالبًا ما يتجاهلون برامج التسويق بالعمولة بنظام “التكلفة لكل عملية استجلاب”، والتي تتيح لهم تحقيق أرباحًا أكبر بكثير مقدمًا. مع نظام “التكلفة لكل عملية استجلاب”، تحصل على مبلغ ثابت مقابل كل إجراء مؤهل — مثل التسجيل أو الإيداع الأول.

يمكن أن تكون صفقات “التكلفة لكل عملية استجلاب” نقطة تحوّل كبيرة إذا كنت تروّج لمنصات المراهنات أو الكازينو. لا داعي للانتظار لأسابيع حتى تحقق أرباحك. قد يدرّ عليك تحويل واحد 20 دولارًا، أو 50 دولارًا، أو حتى أكثر. لكن يفوّت العديد من شركاء التسويق بالعمولة هذه الفرصة من خلال التمسّك بالنماذج القديمة.

خصص الوقت الكافي لمقارنة النماذج واختر النموذج الذي يناسب زياراتك بشكل أفضل. إذا جلب محتواك مستخدمين جدد متحمسين — فإن نظام “التكلفة لكل عملية استجلاب” يستحق التجربة. يمكنك استكشاف أفضل العروض في هذا الدليل حول برامج التسويق بالعمولة بنظام “التكلفة لكل عملية استجلاب لتبدأ بقوة.

الخطأ رقم #5 – صفحات الهبوط السيئة التي تنفّر المستخدمين

حيث أنك نفّذت كل شيء بشكل صحيح — قمت بنشر منشور، وأنشأت إعلانات، وجلبت حركة زيارات. ومع ذلك، بمجرد وصول المستخدمين إلى صفحة الهبوط الخاصة بك، يغادرونها على الفور. فقد يعود السبب إلى أن الصفحة مملة أو غير منظمة أو بطيئة. 

يتم تسهيل المحادثات على صفحة الهبوط الخاصة بك. فهي تمثل النقطة المحورية للزوار. فضعف الدافع لاتخاذ إجراء يعني عدم وجود نقرات. إذا كانت الثقة منخفضة، خاصةً عندما يكون الموقع قديم المظهر وبطيئًا، فلن يتفاعل المستخدمون معه.

الجأ إلى استخدام صور جيدة، ودعوات قوية لاتخاذ إجراءات، واستخدم عناوين موجزة. تأكد من سرعة تحميل كل صفحة أو جزء، وأن يكون مُصمّماً لتحقيق هدف واحد فقط. قم باختبار الأنماط المختلفة والاستغناء عنها حتى تجد الأنسب لك.

الخطأ رقم #6 – عدم فهم المراجحة في البحث

قد تبدو المراجحة في البحث مثيرة — اشترِ نقرات رخيصة وحقق أرباحًا أكبر عندما يتحوّل المستخدمون إلى عملاء. وينجح ذلك الأمر مع بعض شركاء التسويق بالعمولة، خاصة في المجالات ذات العائد المرتفع مثل المراهنات. ولكن بدون استراتيجية حقيقية، من الممكن أن يستنزف ذلك ميزانيتك بسرعة.

يهرع العديد من البائعين إلى التجارة دون الاطلاع على القواعد. فهم يقومون باختيار كلمات غير مناسبة، أو يستخدمون صفحات ضعيفة، أو يرسلون الزوار إلى عروض منخفضة العائد. وما هي النتيجة؟ تكاليف ضخمة بلا أي عائد.

إذا كنت تريد تجربة هذه الطريقة، فاقرأ أولًا هذا الدليل حول المراجحة في البحث. حيث يشرح هذا الدليل كيفية عمل النموذج في عام 2025، والمخاطر التي يجب تفاديها، وكيفية البدء بأمان. يمكن أن تنجح المراجحة — ولكن فقط إذا فهمت الصورة الكاملة.

الخطأ رقم #7 – مراقبة الإعجابات بدلًا من المبيعات

فمن السهل أن تشعر بالحماس عندما يحصل منشورك على إعجابات أو تعليقات أو مشاركات. ولكن في مجال التسويق بالعمولة، لا تعني هذه الأرقام النجاح دومًا. قد يكون لديك منشور واسع الانتشار — ولكن إن لم يقم أحد بالنقر على رابطك أو بالإيداع، فلن تحقق أي أرباح.

فهذا الخطأ شائع في الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي. حيث يركز الناس على المشاركة، وليس على التحويلات. تبعث المقاييس الزائفة على الشعور بالرضا، لكنها لا تدفع فواتيرك.

تتبّع البيانات الصحيحة: 

  • النقرات، 
  • التسجيلات، 
  • الإيداعات، 
  • والعوائد. 

استخدم أدوات التتبّع لمتابعة رحلة كل مستخدم. ستتعلم ما الذي ينجح — وما الذي لا يجدي نفعًا. ركّز على النتائج، لا على التفاعلات.

الخطأ رقم #8 – لا تحديثات، لا اختبارات، لا نمو

يميل بعض شركاء التسويق بالعمولة الذين يعلّقون آمالهم على حملاتهم إلى تمني أن تسير الأمور كما كانت عليه في الماضي دون بذل أي جهد. حيث أن هذا المجال يتطور ويتغير باستمرار. ويمكن أن تختلف الاستراتيجيات التي كانت فعّالة في الشهر الماضي عمّا هي عليه اليوم. فهناك تغيّرات في نشاط المستخدمين. وتطرأ تغييرات على العروض. وتتطور النتائج تدريجيًا.

في حال عدم إجراء تحديثات أو اختبارات، ستظهر نتائج منخفضة. سيتم توجيه المال نحو إعلانات عديمة الفائدة، والتي فقد الناس اهتمامهم بها. ستقوم أيضًا بإهدار الزيارات على صفحات لم تعد تحقق تحويلات.

جرّب اختبار المزايدات والأزرار والعروض وحتى المصادر الجديدة أو صفحات الهبوط. لا تتوقف عن توسيع معرفتك من المقاييس المتاحة. يمكن تحقيق إنجازات كبيرة من خلال تغييرات صغيرة.

الخطأ رقم #9 – تقليد المنافسين دون خطة

فمن الذكاء مراقبة ما يفعله الآخرون. فيمكن أن تثير مراقبة المنافسين أفكارًا جديدة وتساعدك في الاستحواذ على السوق. لكن مجرد تقليد خطة شخص آخر لن يضمن لك النجاح! ما ينجح مع أحد الشركاء قد يفشل مع شريك آخر: فقد يختلف جمهوره وأسلوبه في التحدث وصفقاته وأمواله اختلافًا كبيرًا عنك.

كما أنك لا تعرف الأهداف الداخلية لهم. فربما يقومون باختبار استراتيجية محفوفة بالمخاطر. وربما يقومون بتشغيل حملات مدفوعة لجذب الزيارات بميزانية ضخمة. أو ربما أنهم فقط يديرون الأمور بشكل خاطئ — وأنت تقوم بتقليد طريقة فاشلة. فبدون سياق، أنت تخاطر بتكرار أخطائهم بدلًا من التعلم منها.

إليك ما يجب عليك فعله بدلًا من ذلك:

  • راقب، ولكن لا تقلّد.
  • اقتبس الأفكار، ولكن قم بتكييفها لتناسب أسلوبك ومستخدميك.
  • ركّز على الاحتياجات الحقيقية لجمهورك — وليس على تصميم أو مخطط ألوان منافسك.
  • اختبر كل شيء. 

يجب أن يكون محتواك معبرًا عنك أنت، لا عن شخص آخر. ينبغي أن تعكس صفحات الهبوط الخاصة بك عرضك، لا نسخة نمطية جاهزة. يقوم أكثر شركاء التسويق بالعمولة نجاحًا بخلق قيمة من خلال استراتيجيتهم الخاصة. تعلّم واختبر وتطوّر — لا تكتفِ بالمتابعة. فالتميز يبني الثقة. والثقة تعزز التحويلات.

الخطأ رقم #10 – عدم وجود تواصل حقيقي مع المستخدمين

لا يقتصر التسويق بالعمولة على النقرات فحسب — بل يتعلق بالثقة. إذا لم يثق المستخدمون بك، فلن يتبعوا نصائحك، أو يقوموا بالنقر على روابطك، أو بإيداع الأموال. يُغفل العديد من شركاء التسويق بالعمولة هذه الخطوة. إنهم يركّزون فقط على الزيارات ويتجاهلون بناء العلاقات.

إليك ما يبدو عليه التواصل القوي:

  • تقوم بتقديم توصيات صادقة، وليست مجرد عروض ترويجية.
  • تقوم بالرد على التعليقات أو رسائل البريد الإلكتروني.
  • تقوم بإنشاء قائمة بريد إلكتروني وترسل تحديثات مفيدة.
  • يجب أن يبدو محتواك بشريًا، وليس آليًا.

فبدون الثقة، قد يقوم المستخدمون بالنقر مرة واحدة ثم يختفون. وبفضل الثقة، يعود المستخدمون — ويقومون بالتحويل مجددًا. ابدأ ببناء مجتمع حقيقي، حتى لو كان صغيرًا.

الخطأ رقم #11 – التنقل بين الأدوات والمجالات والاستراتيجيات

عندما لا ترى نتائج سريعة، تشعر بالرغبة في تغيير الأمور. تجربة عرضًا جديدًا. تغيير المجالات. استخدم أداة أخرى. لكن التنقل غالباً ما يعني أنك لن تبني أبدًا أي شيء متين.

يتطلب النجاح في التسويق بالعمولة وقتًا. يجب أن تختبر نظامًا واحدًا وتتعلمه وتطوره قبل الانتقال إلى النظام التالي.

تجنّب هذه العادات:

  • تجربة 5 مجالات في شهر واحد.
  • تغيير المنصات قبل ظهور النتائج.
  • استخدام كل أداة جديدة دون إتقان أي منها.

بدلًا من ذلك، اختر مسارًا واحدًا والتزم به لفترة من الوقت. فالتركيز يحقق النتائج. والجهود المشتتة لا تؤدي إلى نتائج.

الملخص – أصلح هذه الأخطاء وشاهد عودة نموك

معظم أخطاء التسويق بالعمولة غير واضحة. وتمر دون ملاحظتها. لهذا السبب، يخسر العديد من شركاء التسويق بالعمولة المال دون معرفة السبب.

إليك ما يمكنك القيام به اليوم:

  • تتبّع البيانات الصحيحة.
  • حسّن جودة زياراتك.
  • استخدم صفحات هبوط أفضل.
  • استكشف برامج التسويق بالعمولة بنظام “التكلفة لكل عملية استجلاب”.
  • اختبر كل شيء — وثق بالعملية.

إذا قمت بإصلاح حتى عدد قليل من هذه العوامل المدمرة الخفية، فستبدأ برؤية أرقام أفضل ومستخدمين أفضل وعوائد أفضل. يكافئ التسويق بالعمولة أولئك الذين يتعلمون ويتكيفون ويحافظون على تركيزهم.